شهور برلين

زائر

بـــــــقلمــــــــــــــــــــي

قصة بعنوان (( شهور برلين ))
الجزء الاول

كان ودي اشارك بهذه القصة في المسابقة التي اعتدتها الادارة

لكن للاسف وجدت ان الاعضاء نيام

وما يصح اشارك لوحدي

في إحدى ضواحي برلين وفي مستشفى السلام المعروف بغالبية اطبائه العرب

استقر المقام بأحمد ليقضي هناك بعض الشهور برفقة والدة المريض

كان احمد يتجول في شوارع برلين الرائعه لكنه لم يكن يشعر بأي سعادة فقد كان يمشي

جسداً بلاروح .. وانفاساً بلا وعي .. كانت عينيه تتلفتان يميناً ويسارا لكن دون

شعور بما حوله وكأنه قد غاب عن الحاضر.. كان كل ما حوله جميل وفاتن لكنه لم

يستطع أن يتذوق طعم الجمال أو يشعر بتلك الفتنة.

لقد كان المشفى الذي يرقد فيه والد احمد يعج بالنزلاء والمرافقين العرب ذكوراً

وإناثاً ومن مختلف الجنسيات وكان بمقدور احمد أن يعقد العديد من الصداقات لكنه

لم يفعل وكأنه كان يعشق الوحدة ؟ وبتلذذ بمذاق العزلة والانطواء .

وكانت هناك فتاة برفقة والدتها المريضة تسكن في الغرفة المجاورة لغرفته التي كان يسكنها مع والده

وهي من إحدى الدول العربية واسمها أماني .. فتاة في مقتبل العمر.. مراهقة ..

مرفهه والدها كان سفير بلاده لدى المانيا .. واليوم سفيراً لدى هولندا

كانت هذه الفتاة كثيرة الدلع والتهور والعُري .. مختالة بسيارتها الفارهه و بقوامها الممشوق وخصرها

المعقود وجمالها الطاغي ..و كانت لا تضرب للقيم أي حساب

ولا أعني بكلامي هذا أنها كانت ترتكب الفاحشة ولأعوذ بالله وإنما

اقصد بكلامي أنها كانت طائشة لا تحسب للحياء والحشمة أي حساب .

كانت أماني دائمة النظر الى احمد .. كانت كل يوم ترمقهُ بنظرات الحيرة

والاستغراب .

كانت أماني تراه على الدوامشريد الفكر والخيال وكأنهُ تائه قد أضاع العنوان رأت

ان بين أنفاسه المتلاهثة توجد دموع متحجرة في مقلتية وبين الطيات الم .. رأت

خلف ابتسامته الف دمعه.. وخلف تلك الدمعة الاف غيرها .. رأت وجهٌ عابس

ويدان ترتجفان

وعينان اعياهما البكاء .. اذبلتها الدموع .. ووجهٌ ارتسمت عليه سكنات الالم

فتلاشت ملامحهُ

ضلت أماني في حيرة وتعددت في داخلها الأسئلة:-

لماذا تلمح في عينيه كنز دموع؟

لماذا هذا الشاب يقضي مُعظم وقتهُ إما حبيس الغرفة إلى جانب والده ؟ أو شريد

النظرات واقفاً على شرفة المشفى يتطلعُ إلى البعيد بعينين محطمة الأجفان؟

لماذا لا يخرج للتنزه والاستمتاع بروعة برلين كباقي النزلاء؟

فكان لا يمر يوم علىأماني الا وتحاول فيه التقرب من أحمد او حتى لفت انتباهه

بشتى الوسائل الغير المباشره... لكن لا فائده

ويمر الشهر الاول على وجود احمد في برلين واماني تشتعل غيضاً وفضولاً

لمعرفة هذا الشاب عن قرب. فما هذه الكبرة التي يتحلى بها هذا اليماني؟

وذات ليلة وبينما كان أحمد يقف على شرفة المشفى يدخن سيجارته خلسة عن

اعين الكادر الطبي.. تقدمت منه اماني قائلة:-

مساء الخير

التفت أحمدفإذا التي تٌلقي عليه تحية المساء فتاة جميلة الوجه مكتملة الانوثة

ترتدي ثياباً اقل ما يقال عنها انها لا تمت الى الحشمة بصلة.

فرد أحمد عليها التحية

ثم اردفت الفتاة بالكلام قائلة:-

ممكن سيجارة

اخرج احمد علبة السجائر ومد بها الى الفتاة التي أخذت منها واحدة فقامت

بإشعالها ثم اخذت ترتشف أول انفاسها قائلةً:-

إسمي أميره او أماني الاسمين لي ويمكن ان تُناديني بما شأت .... ناديني اماني

هذا الاسم أجمل وأنت؟

أحمد:- اسمي احمد

أماني:- تشرفت بمعرفتك

أخذ احمد وأماني يتجاذبان أطراف الحديث ومن حينها انعقدت بينهما صداقة متينة

ورائعه ومن خلال هذه الصداقة ومن خلال جسرها المتين استطاعت اماني ان

تُخرج أحمدمن حالة العُزلة والانطواء الذي شرنق نفسة بخيوطهما الذي كان يعتقد

بأنها حريرية.

تمكن أحمد بصحبة اماني من التعرف على كل شبر في برلين

وكان احمد سعيداً جداً بوجود أماني قربه وكان يفرح كثيراً عند رؤيتها لخفة ضلها

ومرحها فالابتسامة لا تُفارق شفاهها طيلة اليوم .. فاتخذاحمدمن ضحكتها طريقاً للهروب من دموعه ...

ومن خفة ضلها ملاذاً من جهامة وجهه ومن ابتسامتها مرفأً وضلاً يستضل تحته

من هجير حزنه.

لكن الحلو لا يكتمل ابداً ..فأماني غير مبالية بما ترتديه كمسلمة .. كانت طيلة

الوقت ترتدي من الملابس ما يُعري جسدها لا ليغطيه .

رأى احمد أن اماني تحمل قلباً بريئاً .. وأصلاً طيباً .. ومعدناً نفيساً وان كان يعلوة

صدأ المراهقة وقيم الغرب المنبوذه الا انه من اول صقل سيعود بلاشك براقاً

كأصله على الفطرة السليمة.

فرأي احمد ان من واجبه ان يقدم لأماني النصح والارشاد ولم يكن احمد متدينا او

متزمتاً بالشكل الذي قد يتخيلة البعض والذي قد يؤهلهُ ليقوم بدور الوعظ والارشاد

.. بل كان احمد شاباً عادياً رأي ان اماني تستحق الخير

وكان احمد قادرا على ان يستغل مراهقة هذا الفتاة وطيشها وتعلقها به لتحقيق

شهواته وكان قادراً على فعل ما يُريد لو اراد المشي في الانحطاط وانتهاز الفرص

الدنيئة.

لكن لا ... امانيتستحق جرها وانقاذها من حياة الامباله والتعري لا الانغماس

معها في هذا الحياة وجرها الى أسوء مما هي فيه.

لهذا حاول أحمد أن يذكرها بإسلامها وان ما تفعله وما ترتديه ينافي فطرة الاسلام

السليمة .

وكانت اماني تغضب بشده بسبب ملاحقة احمد لها بالنصائح وكانت دائما ترد على

نصائحه بقولها:

أنا جميلة وفاتنة فلماذا تريدني ان ادفن هذا الجمال تحت جلباب الحشمة

لكن احمد لم ييأس بل ضل يطاردها بالنصائح والانتقادات الاذاعة .. بل ذات يوم

أجبرها ان ترتدي الحجاب وأخذها الى مسجد التقوى شرقي برلين لأداء الصلاة

وكانت أماني لأول مرة في حياتها تُصلي .. فشعرت حينها بالسكون والطمأنينة

تسري في جسمها كما يسري الدم في عروقها .. ومنذ تلك اللحظة لم تخلع الحجاب

من رأسها ولم ترتدي الا كل ما هو مستور .. فتذوقت ولأول مره حلاوة العفة

والحشمة .. بل صارت تتلذذ بالحشمة والعفة ورجاحة العقل كما يتلذذ العطشان

بالماء البارد في هجير الصحراء .. فسبحان الله لقد اراد الله لها الهداية .

اندهشت والدة اماني حين رأت ابنتها بهذا الشكل الجميل وفرحت كثيراً لهذا التحول

زائر

الجزء الثاني

الطيب في حياة ابنتها الوحيده.

ومع مرور الايام بدأت اماني تتعلق بأحمد تعلقاً شديداً وكذلك الحال مع احمد الذي

هو الاخر تعلق بأماني .. لكن كل واحد منهما كان ينظر للأخر بمنظورٍ مُختلف

أحمد تعلق بأماني كصديقة

وأماني تعلقت بأحمد كحبيب

نعم لقد انقلبت الصداقة لدى اماني الى حُب .. فأخذت كل يوم تمارس طقوس الحُب

لتفوز بحب احمد فتتسلل عبر انفاسة لتصل الى قلبه فتفاجئ بجميع ابواب قلبه
موصده .

فتعود من جديد لتمارس نفس الطقوس فتحاول ان تنفذ عبر بريق عينيه فلا

تستطيع فمدخل عينيه تحرسه الدموع.

فتركت طقوسها البالية لتصارح احمد بمكنون قلبها فقالت له:-

أحبك

فرد عليها احمد قائلاً :- نحن اصدقاء

أماني :- قد تكون الصداقة جسراً للحب.. صدقني لم أُأمن بالحب يوما لأني لم اكن

اعتقد اني سأقابل شخصاً مثلك

فكان اعتقادي خاطئاً

لم اكن اعتقد أن احداً سوف يُذيب قلباً صلباً كالحديد .. أو يُدفئ قلباً بارداً كبرودة

الجليد .. احببتك يا أحمد وسقطتُ ببطئ في حصار قلبك بدون علم وليس بالقوة بل

بالسلم .. واكتشفتُ اني سُجنتُ في عينيك التي نفتني بعيداً بعيداً عن الاعيان

أحمد :- لماذا اخترتي مهزوماً لتحبيه فحولك من الشباب الكثير

أماني :- لم يكن لي خيار .. غير الاستمرار في مواجهة عيونك وكان الشيء الوحيد

الذي اخترته هو أن انام في قلبك ابد الازمان.

اجابها احمد:- لكنني لم اعد اصلح للحب

أماني :- لا تحكم على نفسك بالموت من تجربة حب مررت بها ولم تُكلل بالسعادة

أحمد :- صدقيني يا عزيزتي لا أُريد لك الشقاء فصدأ الحُزن قد خضب قلبي بلون

السواد

أماني :- سأحاول ان أجلو عنه الصدأ وأخضبهُ باللون الوردي

أحمد :- لن تقدري فقلبي لم يعد يعرف معنى البسمة لكنه يكابر ويكابر ومازال

يكابر لكن حتماً خلف هذا الحزن.. قلبٌ هزيل لم يعد ينبض بشئ

أماني :- واين الامل في حياتك

أحمد :- ليس هناك أمل فالامل اذا ما صدق يجرح .. والجرح بات غائراً في الجسد

فقد اعيتهُ الجراح

أماني :- حاول يا أحمد ان تجد نفسك من جديد مع امرأة اخرى

أحمد :- مُحالٌ ان أجد نفسي .. لأني أصلاً بٌتُ لا اعرف نفسي .. أنظر إلى مرآتي

فلا اجد نفسي .. لا اجد سوى وجه يأس فقد كل ملامحه .. بات عاجزاً عن رسم

بسمه الا اذا كانت من وراء القلب .. حتى وان ابتسمت تكون خلف تلك الابتسامة

دموع .. لقد حاولت ان ابني لنفسي أمل لكني فشلت ثم حاولت مجدداً وعدتُ

المحاوله .. لكن عبثاً..فالحزن واليأس سيطر على قلبي .. أصبحتُ لا اثقُ بنفسي ..

لا اعرف أي طريقٍ اسلك ولا أي مكان ألوذُ به من العالم .. فلجأتُ لدفتري لأكتب ما

بنفسي فلم انتهي من التسطير .. كنت وما زلت احاول

أماني :- كنتُ دائماً ابحث عن من يقف الى جانبي ويساعدني حتى وجدتك ضلاً

يضللني فبنيتُ لنفسي بحبك أمل لأسلك به طرق السعادة .. وجدت في قلبك القلب

الذي انتظر .. فحاولت ان ألجأ لقلبك ليكون مسكني وارضي ووطني .. بدأت أحاول

نسيان الماضي معك .. وأبدأ يومي بابتسامة حبٍ وأمل .. ابتسامة ثقة تُعيد ثقتي

بنفسي وبالآخرين بعد ان غيرت لي خارطت حياتي

أحمد :- لقد اخطأتي الاختيار فما انا سوى اشلاء انسان

أماني :- صحيح .. يبدو انني الى الان لم اجد الانسان الذي يحمل راية الحب معي

أحمد :- ما زال يا اماني قلبك بخير لم يكسره الزمن والدنيا الوردية امامك فاتحةً

ذراعيها.

بدأت بلورات الدموع في عيني اماني تتلألأ لكنها ضلت حبيسة واسترسلت في

الحيدث قائلة:- للأسف قد استقبلتني الدنيا بأول تجربة لي في الحب بصفعة من

صفعاتها القاسية .. فقضت على الامل الذي حاولت بناءة .

أحمد :- دعينا يا أماني اصدقاء .. وتمتعي انتي بالحياة ودعيني لمأساتي أموت في

احضانها رويداً.. رويداً.

صمتت أماني وأخذت تنظر في وجه احمد والصمت يخيم على المكان .. وفجأة بدأت

تلك الدموع الحبيسة بالتدحرج والسقوط كحبات البلور .. ثم اخذت تختلس ببطئ

حتى ولت وغابت عن المكان تكفكف دموعها وتنتشر مع سُحب برلين تبحث هي

الاخرى عن حبها وحلمها الضائعين .. وترتشفُ انفاسها المثقلة بالخيبة وسوء

الحظ.

لكن سرعان ما عادت الى واقعها المؤلم لتستقر لا على ارضية الحب الذي

حلمت به

وإنما على ارضية الصداقة التي فرضها أحمد .. فتقبلتها أماني على مضض

لانه لا خيار أخر لديها فلا يمكن ان تخسر أحمد .. لهذا ارتضت بتقبل احمد

كصديق دامت لم تضفر به كحبيب.

وضل أحمد وأماني محافظان على هذه الصداقة طيلة الشهور الستة التي قضاها

احمد في برلين.

وتأتي لحظة الفراق .. أحمد يلملم أغراضة للعودة الى بلدة .. وأماني تلملم

دموعها حزناً على فراق هذا الصديق الذي أوصلها الى بر الحشمة والحياء بعد ان

كانت غارقة في أمواج الطيش والعُري والامبالاه .

ودع كلاً منهما الاخر بدموعً منهمرة .. وعاد احمد الى بلادة يحمل في قلبة كل

ذكرى جميلة قضاها مع اماني .. وكان سعيداً جداً لما انجزهُ من فلاح واجر حينما

استطاع ان يهُدي الله انسان على يديه الى طريق الصواب لينعم هذا الانسان بالدنيا

والاخره وهذا مصداقاً لقول المصطفي عليه الصلاة والسلام ( إن يُهدي الله انسان

على يديك خيرٌ لك من حُمر النعم)

وبعد شهور قليلة عادت أماني هي الاخر الى بلدها وهي تحملُ في قلبها

كُل ذكرى سعيده وطيبة قضتها برفقة احمد وكانت هي الاخرى في منتهى السعادة

لأن حياتها قد تغيرت .. وكانت سعادتها سعادتان :-

السعادة الاولى :- وهي الاهم انها عرفت الله وتذوقت حلاوة قُربه

والسعادة الثانية :- أنها تعرفت على شاباً اسمه أحمد وإن كان قد رحل عنها الى انه

ترك ذكرى طيبة على صفحة من صفحات حياتها .

وهي وإن كانت لم تظفر بحب أحمد إلا أنها قد ظفرت بحب من هو أهم

وأعظم من أحمد لقد ضفرت وفازت بمحبة الله.

انتهت

قصة بمنتهى الروووووووووعه يسلمووووووووووووووووووووووو أخي أيجل فعلا لااعرف ان اصف مدى جمال القصة دائما متميز سواء بالشعر او بالقصص...

زائر

دائما رقيقة وعذبة في جميع ردودك اختي سماره

اشكر مروركي العطر ولا يحرمنا منك

زائر

رووووووووووووووووووووووووعه

بصراحة قصة جميلة وذات معنى اجمل

سلمت يداك اخي ايجل

زائر

اشكرك اخي فري على مرورك الجميل

وعلى احساسك الرائع وردك العطر

قصة روعة والافضل انت اخى ايجل على سردك القصة
مع تمنياتى لك بالتوفيق والنجاح
دمــــــــــــــــــــــ ـــــــت

زائر

كلك ذووووووووووووق اخي فالكون

تسلم على هذا الرد العطر

بدأت بلورات الدموع في عيني اماني تتلألأ لكنها ضلت حبيسة واسترسلت في

الحيدث قائلة:- للأسف قد استقبلتني الدنيا بأول تجربة لي في الحب بصفعة من

صفعاتها القاسية .. فقضت على الامل الذي حاولت بناءة .

الله يسامحه احمد مفروض كان يفهمها من اول

على العموم مشكووووووووووور اخي ايجل على القصة الرائعة

وهذا المتوقع من كل ما هو جميل ورائع مثلك اخي ايجل

فارجوا منك ان تتقبلي مروري وخاااالص شكري واحترامي لك اخي

وعفوا على التاخير في الرد

وفي انتظار البقية

ودمت اخي في حفظ الرحمن

زائر

تسلم اناملك اخى ايجل فعلا قصة جميلة من اجمل ما قرات لك فى انتظار جديدك
وعفوا على التاخير

زائر

اختي العزيزه الامل الراحل

لم يكن احمد يعلم بأن الحب سيغزو قلب اماني فقد كان يعاملها كصديقة

ولم يعشمها بشيء لهذا أضن ان ضميره مرتاح

اشكركي على مرورك العطر وذوقك الرفيع في كل ما تكتبينه من ردود

اما عن القصة فليس لها بقية لأنها على جزئين

وقد نزلت الجزئين ورى بعض

ودمتي بألف خير

زائر

مشكورررررررررررررررررررررر اخي امير على مرورك العطر

وردك الطيب

نورتني واسعدني رأيك