غدر الزمان وآهات القدر

زائر

بقلمي حصريا لمنتديات سماره

أولاً صفاتها :

هي زهرةٌ في الحياة رياضها ومن يرها يعش العمرَ أسيـــرُ
العود كاذٍ والمليكُ جمالها وليس لــها بين البناتِ نظيـــــــــرُ
إن مشت دكت الأرضَ دكاً وألقت حولها لؤلؤاً منثــــــــــــــورُ
وإن تبسمت خطفة القلوب كأنها جعلت لها زهر النجوم ثغـــورُ
لها حبال الحسن للعباد طويلٌ وغيرها من الإناث حبال حسنهن قصيرُ
الغصن الحنون يهتزُ إن جزعت وفي عودها الورد مطوي ومنشورُ
فاتنةٌ ولها الأنظارُ تهجدت والطيور غنت على جسمها الأغض الغريرُ
لاحت بكفها إلى السماء فسمعتُ صوتاً جميلاً ولم أعلم بأن في كفها العصافيرُ
العناب الرطيبُ أعتصر في وجناتها والورد المليح في شفتيها عطورُ
لها عمود الهُدى تحمي اشعتهُ الأرض ويحيا لها العلم والنورُ
هذه الأرض الغناء فُصلت بزي عروسةً فرتدتها فزادها كافورُ
هذه صفات محبوب قلبي وحدهُ والكل راضِ ونالهُ من الصفات سرورُ

ثانياً محاكاتها معي :-

في ليلةٍ تنفست للحزن قائلةً هذا كتابي للحبيب وفيه أشيرُ
حبيبي قد أتاني الطبيبُ وفاتني فما أؤملُ في الحياة مصيرُ
رأت حبيبتي قصر الطبيب وعجزه قالت ودمع المقلتين غزيرُ لما
حبيبي قد عز علي الفراق وفي غدٍ سترى نعشي كالعروس يسيرُ
فلا تحزن واعتبر حبنا حلماً قد مضى ولو كان عليك عسيرُ
وصُن جهاز عرسي فقد كان لي أملٌ أن أعيشَ يوماً بهِ سرورُ
وبعد تلحيدي قف عند قبري برهةً فتراك روحي فيسعد بها المقدورُ
وزرهُ حبيبي كل يومٍ ولا تنسى لئلا يحزن المقبورُ
وقل لرب اللحد رفقاً بحبيبتي فقد جاءتك عروساً ساقها التقديرُ

ثالثاً موتــــها :-

بعد أن تمت رسالتها أتاها ملك الموت فقالت مرحباً فأنت من الله مأمورُ
فأجابها ملك الموت لا تحزني ففي موتكِ رحمة فدعي روحكِ في في الجنان تطيرُ
فماتت وبين يديهم لاثمونها كحمامةٍ ماتت وانطوت في عشها الصغيرُ
وأخذت روحها تصعدُ إلى السماء كنجمةٍ بيضاء للدنيا تنيرُ
وبماءٍ رقيقٍ وزمزمٍ غُسلت وأكفانها سندسٌ وحريرُ
وعلى النعش أخذ الناس يسوقونها فلو أعمى حس بنعشها لرُدَ في الحال بصيرُ
وفي اللحد المُقبل أدخلوها فنزل غيثاً على القبورِ مطيرُ
وأخذ قطرُ الندى يدخلُ قبرها وأتت رياحاً تهبُ على الدافنين عبيرُ

رابعاً مناجــــــــــــاة :-

رباهُ سألت غروب الشمس كأنها لا تدري بأن الزمان باغٍ والدهر غرورُ
عاشت يتيمةً في دنيا لا سعد بها وفي كفها الحزن محصورُ
ثم لبست ثياب السقم في صُغرِ سنها وذاقت شراب الموت وهو مريرُ
وتناولت من الداء حتى تغيرت وجناتها وشاء لهن تغييرُ
جاءها الطبيب وبشر بالشفاء ولا تدري بأن الطبيب بطبهِ مغرورُ
ووصف لها دواءً لا حد لهُ وزعم بأنهُ بشفائها لجديرُ
ووصف لها دواء لا حد لهُ وزعم بأنهُ بشفائها لجديرُ
ورغم هذا حكمك قد سرا وحكمك حاشا أن ينالهُ التقصيرُ
فحقاً عليا وعلى عيني مدرارُ الدماء ولكل قلبٍ لوعة وثبورُ

خامساً محاكاتي عند قبرها :-

في شهر صومٍ ذهبت لزيارة قبرها وأكواب الدموع في عيني تدورُ
فوقفتُ عند قبرها وقلت لها موتك فنا عُمري وربي بما أقول خبيرُ
أتوصي حبيباً ذاب فؤاده حُزناً وحسرةً وزفيرُ
فلو أبثً حزني في الورى لما يُلتفتُ لقيسٍ فالمُصاب كبيرُ
ذهبتِ فستتر السنا واحتجبت شمسُ الضُحى وغابت بعد الشروقِ بدورُ
ها أنا يا زاد قلبي أحببت القبور لأجل قبرك والهوى عليا جد خطيرُ
وهويتُ تراب الأرض لأنهُ غطى جسمك الأغر الغريرُ
قلبي واللسان والأحشاءِ راضيةً بالمقدر فربي بالعباد غفورُ
فها هو قبركِ صار روضةً ورياحين وعند المزار زهورُ

اخيراً شكوى ومعاتبة :-

بعد ساعاتٍ تركتُ قبرها وقلبي خافتٌ والدمعُ في العيون غزيرُ
يا موتُ مالك لم ترعى حقوق حُبٍ أو نداء ضريرُ
ولم تمنعك منها فضائلها ولا شعراً صاغتهُ قوافٍ وبحورُ
ياموت جعلت كل عينٍ تبكي وتشكي ومن المصاب تأنُ زئيرُ
أنظر إلى هذا الشاب كيف شاب لموتها وكيف هَرم لفراقها الصغيرُ
يا موت أخذت الذي أهوى فتوقدت ياموت بين الضلوع سعيرُ
حياتي بدون الحبيبُ لا طعم لها وعيشي بدون الذي أهوى عسيرُ
ياربُ بفضل هذا الشهر الكريم أدعوك بأن تبني لها في الجنان قصورُ
ففي الدنيا عاشت أيام سعدٍ قلائلٍ والحزنُ لهُ ساعات تكثيرُ
عشنا ليالي نحلم بالقاء ولم ندري بأن الموت لا يُبقي للعشير عشيرُ
وفي الختام أيها العشاق اعلموا بان الدهر غدارٌ وأن الزمان مغرورُ

ملاحظة : بعض المتردفات منقوله من كتب الأدب

سلمت يداك اخي ايجل
الله لا يحرمنا من ابدعات قلمك الرائع
مشكووووووووووووووووور
وتقبل مني خالص تقديري واحترامي لك